مؤلف سهرة مع أبي خليل القباني (القراءة التحليلية)
← القراءة التحليلية
↲ المتن الحكائي للمسرحية
1- المسرحية الغرامية: استمد القباني هذه المسرحية من كتاب ألف ليلة وليلة وتحكي قصة غانم بن أيوب الذي خرج في تجارة إلى العراق حيث أحرز أرباحا كبيرة، وفي الطريق يموت صديقه فيضطر إلى دفنه، ويتأخر بجانب قبره ليجد أبواب بغداد قد أغلقت فيعود بجانب القبر، وفجأة يلمح مجموعة من العبيد يحملون صندوقا يدخلونه إلى مغارة ثم يضعونه فيها، ينزل من مكان اختبائه بعد ذهابهم، ثم يفتحه ليجد بداخله حسناء باهرة الجمال اسمها قوت القلوب التي أعجبت بشجاعته وعفته فأحبا بعضهما بعضا، لكنها تخبره أنها جارية خليفة المسلمين هارون الرشيد وأن زوجه زبيدة دبرت لها مكيدة بمعية عجوز للتفرد بالخليفة، وفي القصر تحضر زبيدة مراسيم دفن قوت القلوب المزيفة ليعرف الخليفة الخبر ويراهم يبكونها فيعلن الحداد ويعطل مصالح الدولة حزنا على قوت القلوب، وفي لحظة من اللحظات يتنصت الخليفة على جاريتين يهمسان بحيلة زبيدة والعجوز ليعرف الخبر اليقين منهما وأن جاريته هربت رفقة غانم بن أيوب عشيقها، فيغضب الخليفة ويطلب من مسرور وجعفر أن يحضرا الجارية ويقتلا حبيبها، فلما أمسكا الجارية سجنها وقرر قتلها. فلما حان موعد الإعدام شرعت قوت القلوب بمناجاة حبيبها وذكر صفاته الحسنة وأخلاقه الطيبة وعفته وحفاظه على شرفها، فلما سمعها هارون الرشيد حن قلبه فأمر بإنزالها وفك أسرها وسألها ما طلبها فاختارت البحث عن غانم بن أيوب، فأمر الجنود بالبحث عنه، وبعد بحث طويل وجدته عند أمه وأخته فتنة الذي كان بدوره يبحث عنهما، ولما رأى الخليفة أخت غانم بن أيوب فتن بجمالها وقرر الزواج بها، فكانت الفرحة عارمة وانتهت القصة بوصال الأحبة.
2-المسرحية التاريخية: يشرع أبو خليل القباني باستقطاب أهله وأصدقائه لعرض فرجته أمامهم في منزله بدمشق فيعجب الناس بفنه وينتشر الخبر بين الناس ليقرر تقديمه مقابل تذكرة دخول ليمول فنه لكن الأعيان وأصحاب النفوذ كانوا يثيرون المتاعب في مسرحه ولا يدفعون ثمن التذكرة في المقابل كان يدفعها الفقراء وأصحاب الطبقة المتوسطة، وعندما بدأ الناس يعجبون بمسرح القباني انزعج أصحاب الكراكيز ورجال الدين (أبو أحمد والشيخ سعيد غبرا) وبدأوا يعارضون هذا الفن الذي يعتبرونه بدعة وضلالة يرون فيه تقليدا للغرب لكن السبب الحقيقي هو أن مسرح القباني بدأ يفرغ حلقة ذكر الشيخ سعيد الغبرا وكراكوز أبو أحمد وأفسد مصالحهم الشخصية، فشرعوا في محاربته ونعته بالكفر والضلال. لكن إصرار القباني دفعه لمواصلة فعله مما دفع معارضيه للجوء إلى السلطان عبد الحميد الثاني، وفي نفس الوقت بدأ الأحرار السوريون يطالبون بالاستقلال وتأسيس المدارس التنويرية للانفصال عن الحكم العثماني لينشر الولاة جواسيس لتعقب الأحرار، وهكذا سيتم القبض على أنور وعبد الرحيم وينقلانهما إلى الأستانة للتعذيب وفي نهاية الأمر سيعود سعير الغبرا بقرار هدم مسرح القباني واحراقه ورمي صاحبه بأشد أنواع الكفر والشتائم، وبهذا انتهت حياة المسرح التنويري في سوريا لينتقل القباني إلى مصر حيث وجد حرية كبيرة لإبداعه من جديد والتقرب من الأحرار السوريين الهاربين من السطوة العثمانية عليهم.
- لتحميل التلخيص على شكل PDF المرجو الضغـط هنـا