نص الطريق

مقدمة:

إن هذه الصفحة تضم، تحضير نص الطريق للسنة الثانية اعدادي، مرشدي في اللغة العربية، كما يمكنكم إيجاد دروس اللغة الفرنسية، في قناة اليوتيوب، وصفحة الفايسبوك.


تحضير نص الطريق للسنة الثانية اعدادي، مرشدي في اللغة العربية

نص الطريق ‖ الثانية اعدادي ‖ اللغة العربية.

الطريـق

- «إذا لم يكن لنا عمل اليوم، فليس هذا معناه أنه لن يكون لنا عمل.
- لكن أيامنا تضيع في الانتظار..
- إننا نستفيد من ذلك.. إننا نذخر مجهوداتنا لنواجه أي عمل..

- ولكن، أين هو؟
- إن عضلاتنا لم تخلق عبثا، إنها ستجد لها عملا، كن متفائلا».

حوار مثل هذا كثيرا ما تردد على ألسنة هؤلاء العمال، غير أنه كان يشتد ويتشعب في المساء، وهم ينتظرون صديقهم ليحمل لهم أنباء عن العمل.

عاد صديقهم هذه المرة، والبشر يعلو محياه، مما دفعهم إلى أن يشرئبوا بأعناقهم إلى ما سيقوله... وابتسم الصديق وهو يزف إليهم الخبر:«لقد وجدت لكم عملا»، فالتفت أحدهم إلى آخر يقول له:« لقد كنت متيقنا من أننا سنعمل...»، فأسكته رفيقه وهو يقول:«لنهتم الآن بالعمل...»، واتجه نحو الصديق يسأله:« هل سنعمل كلنا أم سيعمل بعضنا فقط؟»، 

فأجابه الصديق:«كلكم، بل سنحتاج إلى آخرين إذا ما تهاونتم بعض الشيء...». وخيم عليهم صمت طويل مما جعل صديقهم يقول:«إنكم لم تسألوني عن نوع العمل...»، فقال أحدهم:«أي عمل، مهما كان نوعه...»، فقال الصديق:«ولكن الأمر يتطلب شيئا من التروي... هيا اقتربوا جميعا.. إن عملنا سيكون شاقا، وسنحتاج إلى تظافر الجهود، أكثر من أي وقت آخر». 

إنه يحتاج إلى حزم.. وإلى صبر... إنه ليس من قبيل الأعمال التي كنتم تقومون بها... إنه من نوع جديد، لم يسبق لكم أن زاولتموه...»، فاعترضه أحدهم بقوله:«اختصر قليلا، وهات ما عندك..»، فقال الصديق وهو يحدق في عينيه:«إنه فتح طريق جديدة تمتد نحو المدينة»..

تبادل العمال النظرات فيما بينهم، ثم التفتوا نحو أحدهم وهو يقول:«من أين تبتدئ الطريق؟»، فقال الصديق:«من قريتنا..» ثم أردف:«ولقد اقترحوا أن يتم ذلك في زمن محدد... ومن الممكن أن نشرع في العمل من الغد إذا شئتم...».

وسعل هشام قبل أن يقول:«في رأيي يلزم ألا نتسرع، فنحن إذا أقمناك مقاولا، فليس هذا يعني أن تفرض علينا آراءك... لقد استمعنا إليك، لكن يلزم أن نبحث الإمكانات ونوع العمل... »، فأجاب الصديق:«لست أرى العكس، هيا تفضل...»، فقال هشام:«لنبدأ، أولا بنوع العمل... هذه الطريق ستكون من القرية إلى المدينة... أتفهم ما أعني؟»، 

فقال الصديق:«نعم... أتقصد التل؟» فقال هشام:«الجبل نعم.. ولكن يظهر أنك لم تدخله في نطاق تفكيرك، قبل أن تقول لنا:«لنشرع في العمل من الغد..»»، فقال الصديق:«بلى، ولكن لا بأس من أن نأخذ رأي الجميع...».

وتفرس الصديق في وجوه الجماعة، فبدت له العيون تتقد حماسا، وأنها مستعدة للعمل. قال أحدهم:«سنعمل ... نحن ندرك أن هناك تلا سيكلفنا مشقة أكثر... ولكن لا بد من العمل، إنه إذا ما طلب منا أن نفرغ البحر لقمنا بذلك...»، وقال آخر:«والمستنقعات، هل تدخل في نطاق عملنا؟ هل ستشملها الطريق؟»، فأجاب الصديق:«نعم... إنه عمل شاق، كما قلت لكم...»، 

فالتفت أحدهم نحو الجماعة وهو يقول:«إنك تعرفنا من مدة طويلة، وتعرف مقدار نشاطنا... فإذا كنت متيقنا من قدرتنا على تنفيذ المشروع، أقدم ولا تخف، أما إذا كان فوق طاقتنا فلننتظر عملا آخر...».  

وفي الصباح، لم يطل التفكير بالجماعة عندما وقفوا فوق الجبل يتخيلون الطريق الممتدة نحو المدينة، ولعل ذلك يرجع إلى عملهم جنبا إلى جنب من زمن طويل، فقد علموا، بحكم تجربتهم، أنه بتضامنهم يستطيعون القيام بالمعجزات، مما يجعل في نظرهم أن طريقا مثل هذه تتم بسهولة... 

قال أحدهم:«في رأيي، إنه يجب الابتداء بهذه المستنقعات والأشواك، نخصص لها بضعة أيام، حتى يتسنى لنا الاهتمام بالتل، ومن ثم لم لن يبقى لنا إلا تعبيد الطريق نحو المدينة...».

عاد الصديق من المدينة يحمل أوراقا بين يديه، فعلموا أنه تم كل شيء، ولم يبق لهم إلا الشروع في العمل غير أن هشاما أسرع يلقي هذا السؤال:«بأي شيء يجب أن نبدأ..؟ أبهذه المستنقعات أم بالجبل...؟»، فقال الصديق:«في رأيي يجب الابتداء بالمستنقعات وهذه الأشواك لكي نبعدها عن طريقنا..»، فقال هشام:«أرى أن نشق الجبل أولا، ما دمنا نتوفر على طاقات للعمل...» فرد آخر:«يلزم الشروع في أي مكان كان، لأن كل شيء يعد من الطريق...».

عملت الفؤوس في اقتلاع الأحجار، والمعاول في اجتثات الأشواك، والعربات الصغيرة في نقل التراب إلى المستنقعات، لقد كان كل واحد منهم كأنه بركان.
محمد إبراهيم بوعلو. الفارس والحصان- مجموعة أقاصيص، 
دار النشر المغربية- ص ص: 135-140 (بتصرف)     

نص قرائي [الطريق] الثانية اعدادي، اللغة العربية.


تأطير النص :


1-صاحب النص: محمد إبراهيم بوعلو أديب مغربي ولد بمدينة سلا، عام (1938م)، وتوفي سنة(2024)، ومن مؤلفاته :"السقف".

2-نوعية النص: قصة قصيرة، أونص سردي.

3-مجال النص: مجال الاجتماعي والاقتصادي.

4-مصدر النص: المجموعة القصصية الفارس والحصان، دار النشر المغربية، ص: 135-140 (بتصرف).

ملاحظة النص:


1-قراءة في العنوان: يتكون العنوان من كلمة واحدة معرفة، تشير إلى ممر واسع ممتد وهو أوسع من الشارع.

2-قراءة في الصورة: صورة فوتوغرافية، لمشهد حفارة ومجموعة من العمال يحاولون تعبيد طريق يمتد من القرية. 

3- بداية النص: تشير بداية النص إلى حوار بين شباب يبحثون عن عمل.

4- نهاية النص: تدل نهاية النص على عمل الشباب، وحماسهم في العمل.

؟الفرضية: نفترض من المؤشرات السابقة أن النص سيتحدث عن شباب يبحثون عن عمل، وإيجادهم العمل، وشروعهم في تعبيد الطريق من القرية إلى المدينة.


تحضير نص الطريق  مقرر مرشدي في اللغة العربية ╲ الثانية اعدادي.


الفهم


 1- الإيضاح اللغوي:

  • نذخر: نخزن، خبأ.
  • عبثا: بدون فائدة.
  • يتشعب: ينتشر ويتداخل.
  • البشر: السرور والفرح.
  • يعلو: يظهر.
  • محياه: وجهه.
  • يشرئبوا: يطيلوا أعناقهم.
  • يزف: يأتي بأخبار فرح.
  • متيقنا: متأكدا.
  • خيم: غطى، وسيطر.
  • التروي: عدم التسرع.
  • شاقا: متعبا، مرهقا.
  • تظافر: تعاون.
  • حزم: أخذ الأمر بشدة وضبطه.
  • هات:بمعنى أعطني.
  • يحدق: ينظر إليه بحدة.
  • نشرع: نبدأ، نأخذ فيه.
  • مقاولا: المتعهد بإنجاز بناء أو مشاريع عمرانية.
  • التل: كل ما ارتفع من الأرض عما حوله.
  • تفرس: نظر بتمعن.
  • تتقد: تشتعل، وتتحمس.
  • المستنقعات: المكان يجتمع فيع الماء، ويبقى مدة طويلة.
  • اجتثات: قلعه من الأصل.
  • المعاول: آلة من حديد ينقر بها الصخر.

2- الحدث العامة: 

- الاشادة بنتائج العمل الجماعي، وإرادة الشباب في فتح طريق بمنطقة جبلية، رغم المصاعب والمشاكل التي تواجههم.


3-الأحداث الفرعية:

-الفقرة الأولى: من بداية النص إلى أنباء عن العمل.
1) تحاور الأصدقاء العمال فيما بينهم حول العمل الذي طالما انتظروه، وأملهم أن يحمل إليهم صديقهم أخبارا عن عمل ما.

-الفقرة الثانية: من عاد صديقهم هذه المرة إلى تعبيد الطريق نحو المدينة.
2) تبشير الصديق المقاول الشباب العاطل بوجود عمل، وحديثه عن نوعيته ومشاقه، وتقبلهم ممارسته بكل عزيمة وحماس.

-الفقرة الثالثة: من عاد الصديق من المدينة إلى آخر النص.
3) شروع العمال في تنفيذ العمل وشق الطريق، وتحديهم لجميع الصعاب التي واجهتهم.


تتمة تحضير نص الطريق * الثانية اعدادي * اللغة العربية.


التحليل


1- الخطاطة السردية: 


-وضعية البداية: حوار الشباب حول العمل، وتبشير صديقهم بوجود عمل.
-العقدة: تفكيرهم بوجود صعوبات في تعبيد الطريق مثل التل، والمستنقعات.
-وضعية الوسط: تحاورهم حول إيجاد طريقة للتخلص من التل والمستنقعات، واختلاف آرائهم حول ذلك.
-الحل: عزم العمال على تحدي الصعوبات لتعبيد الطريق، وعودة صديقهم حاملا أوراق العمل.
-وضعية النهاية: بداية العمل بجد وحماس لتعبيد الطريق بين القرية والمدينة.

2- الشخصيات:

  • العمال: شباب، يبحثون عن عمل، مجدون، متعاونون، يتحدون الصعوبات، يشتغلون بحماس.
  • الصديق:  مقاول، مخلص، خدوم، متواضع، متفهم.
  • هشام: شاب، من العمال، رزين، يستخدم عقله بحكمة.
*العلاقة: تجمع الشخصيات علاقة عمل وصداقة وطيدة.


2- الزمان:
  • الصباح.
  • المساء.
  • اليوم.

3- المكان:
  • الطريق الممتدة من القرية إلى المدينة.
  • الجبل أو التل.
  • المستنقعات.

4-عناصر الحكي:

  1. السرد: حوار مثل هذا..، عاد صديقهم، تبادل العمال، سعل هشام.
  2. الوصف: البشر يعلو محياه، خيم عليهم الصمت، كأنه بركان.
  3. الحوار: إذا لم يكن لنا عمل..، لكن أيامنا تضيع، فأجابه الصديق..

5-وضعية السارد:


- السارد يحكي بضمير الغائب، فهو غير مشارك في أحداث القصة بل يروي ما شاهده فقط، من دون تدخل.

     

    التركيب:


    عندما علم الشباب بوجود عمل تحمسوا، ونسوا أن يسألوا عن نوع العمل، لكن هشام لم ينس فطرح السؤال على الصديق، فأجابه الصديق بأنه فتح طريق يفك العزلة عن القرية، ويربطها بالمدينة. فلما سمعوا بنوع العمل أسرعوا إلى معاولهم وحفاراتهم، وتصاعد حماسهم إلى أوجه، مادام العمل سيوفر لأهل القرية طريقا يربطهم بالمدينة.

    ولم يمر وقت طويل حتى فجروا التل، ونظفوا المستنقعات، وأزالوا الأشواك، وعبدوا الطريق، حتى صارت واسعة وجاهزة للاستخدام، ففرح أهل القرية بها، ونظموا حفلة للعمال، وقاموا بتكريمهم، على عملهم المتقن.

    يمكنك الاطلاع أيضا على الدرس الموالي: تحضير نص الحكاية رقم 22.


    تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -